اضطراب الوسواس القهري هو حالة نفسية شائعة ومزمنة تتميز بوجود وساوس (أفكار أو صور ذهنية أو اندفاعات غير مرغوبة ومتكررة) تدفع الشخص إلى القيام بأفعال قهرية (سلوكيات متكررة أو طقوس ذهنية) بهدف تخفيف التوتر الناتج عن هذه الوساوس.
يصبح هذا الاضطراب مرضيًا عندما تكون الوساوس والأفعال القهرية مفرطة، غير منطقية، وتستهلك وقتًا كبيرًا (أكثر من ساعة يوميًا) أو تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية أو الاجتماعية أو المهنية للشخص.
مثال: قد يشعر الشخص بالخوف المستمر من الجراثيم، مما يدفعه إلى غسل يديه بشكل متكرر جدًا وبطريقة تؤثر على نشاطاته اليومية.
الوساوس:
- أفكار أو صور ذهنية متكررة وغير مرغوبة تسبب التوتر أو القلق.
- مثلا… تشمل الوساوس الشائعة:
- الخوف المفرط من التلوث أو الجراثيم.
- الحاجة إلى ترتيب الأشياء بطريقة دقيقة أو تماثلها بشكل مثالي.
- أفكار عدوانية أو مخاوف من إيذاء النفس أو الآخرين.
السلوكيات القهرية:
- أفعال أو طقوس متكررة يقوم بها الشخص استجابة للوساوس بهدف تقليل القلق الناتج عنها.
- تشمل السلوكيات القهرية الشائعة مثلا:
- غسل اليدين أو تنظيف الأشياء بشكل مفرط.
- التحقق المتكرر (مثل التحقق من إغلاق الأبواب أو الأجهزة).
- ترتيب الأشياء بشكل مبالغ فيه.
- تكرار كلمات أو عبارات أو طقوس ذهنية محددة.
الأسباب الدقيقة لاضطراب الوسواس القهري غير مفهومة بالكامل، ولكنها تتضمن ما يلي:
- عوامل وراثية: الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للاضطراب معرضون لخطر أعلى.
- عوامل بيولوجية:
- تغيرات وظيفية في بعض مناطق الدماغ.
- خلل في النواقل العصبية، مثل السيروتونين، مما يؤثر على التحكم في الأفكار والسلوكيات.
- عوامل بيئية:
- الصدمات النفسية أو الضغوط الشديدة قد تسهم في ظهور الأعراض.
- عند الأطفال، قد تظهر الأعراض بعد عدوى معينة، وهي حالة تُعرف باسم اضطرابات المناعة الذاتية المرتبطة بالوسواس (PANDAS).
- تعلم السلوكيات من مراقبة وتقليد الاخريين.
يعتمد علاج اضطراب الوسواس القهري على تدخلات متعددة تشمل:
- العلاج النفسي:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يُعتبر الأكثر فعالية. يشمل التعرض ومنع الاستجابة (ERP)، حيث يتم تعريض الشخص للمثيرات التي تسبب الوساوس تدريجيًا، مع منعه من القيام بالسلوكيات القهرية.
- العلاج بالتثقيف النفسي: يساعد الشخص وأسرته على فهم طبيعة الاضطراب وكيفية التعامل مع الأعراض.
- تعديلات في نمط الحياة:
- الحفاظ على نمط نوم منتظم وداعم للصحة النفسية.
- ممارسة الرياضة بانتظام لتقليل التوتر.
- تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق.
- الدعم المهني والاجتماعي:
- مساعدة الشخص على تطوير مهارات للتعامل مع الضغوط اليومية بشكل أفضل.
- توفير بيئة داعمة تقلل من المحفزات المرتبطة بالوساوس.
- الأعراض لدى الأطفال: قد تظهر الوساوس لدى الأطفال على هيئة مخاوف مفرطة بشأن السلامة أو التلوث، وقد يصعب عليهم التعبير عن أفكارهم على أنها غير منطقية.
- السلوكيات الشائعة:
- إعادة كتابة الواجبات المدرسية لضمان الدقة.
- تجنب لمس الأشياء التي يعتبرونها ملوثة.
- الإطار الزمني: يجب تقديم الدعم والتدخل المبكر إذا استمرت الأعراض بشكل ملحوظ لأكثر من شهر وأثرت على الأداء الأكاديمي أو الاجتماعي.
- التفهم والدعم: تقبل أن الوساوس والأفعال القهرية ليست تحت سيطرة الشخص. تجنب الانتقاد.
- تشجيع العلاج: شجع الشخص على الالتزام بالعلاج النفسي وتقديم المساعدة عند الحاجة.
- تجنب المساعدة في السلوكيات القهرية: لا تشارك في الطقوس القهرية حتى لو طلب ذلك، لأن ذلك قد يزيد من تفاقم الأعراض.
- التثقيف الذاتي: تعلم عن الاضطراب لتقديم دعم أفضل للشخص.
- الصبر: التقدم في العلاج قد يكون بطيئًا، لكنه يتطلب التزامًا طويل الأمد.
المراجع:
- National Institute of Mental Health (NIMH). “Obsessive-Compulsive Disorder.” Available at: https://www.nimh.nih.gov/health/topics/obsessive-compulsive-disorder-ocd.
- American Psychiatric Association (APA). “What is OCD?” Available at: https://www.psychiatry.org/patients-families/ocd .
- Mayo Clinic. “Obsessive-Compulsive Disorder.” Available at: https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/obsessive-compulsive-disorder/symptoms-causes/syc-20354432
موارد إضافية للدعم:
- الجمعية الدولية للوسواس القهري (IOCDF): مصادر وبرامج دعم: https://iocdf.org/..
- SANE Australia: معلومات ودعم: https://www.sane.org/.