اكتئاب ما بعد الولادة

Postpartum Depression

اكتئاب ما بعد الولادة (PPD) هو اضطراب نفسي يُصيب الأمهات بعد الولادة، ويتسم بمشاعر الحزن الشديد، الإرهاق، وفقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة اليومية.
يمكن أن يبدأ هذا النوع من الاكتئاب خلال الأسابيع الأربعة الأولى بعد الولادة أو يظهر خلال العام الأول، مما يؤثر على قدرة الأم على العناية بنفسها أو بطفلها.
يختلف اكتئاب ما بعد الولادة عن “الكآبة النفاسية” (Baby Blues)، التي تظهر خلال الأيام الأولى بعد الولادة وتختفي عادةً في غضون أسبوعين دون الحاجة إلى علاج.

وفقًا لـ DSM-5، يُشخص اكتئاب ما بعد الولادة عندما تستمر الأعراض لفترة تزيد عن أسبوعين وتؤثر بشكل كبير على الأداء اليومي للأم.

تشمل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة مجموعة من التغيرات العاطفية، السلوكية، والجسدية التي تؤثر على الأداء اليومي للأم:

  1. أعراض عاطفية:
  • شعور دائم بالحزن أو الفراغ.
  • فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة التي كانت تُستمتع بها سابقًا.
  • القلق أو التوتر المفرط بشأن الطفل أو المستقبل.
  • شعور بالذنب، العجز، أو انعدام القيمة.
  1. أعراض سلوكية وجسدية:
  • صعوبة في النوم أو النوم المفرط (حتى عند توفر الوقت للنوم).
  • تغييرات في الشهية (زيادة أو نقصان ملحوظ في الأكل).
  • انخفاض مستوى الطاقة والإرهاق المستمر.
  • صعوبة في التركيز، اتخاذ القرارات، أو تذكر الأمور اليومية.
  1. أفكار وسلوكيات خطيرة:
  • أفكار متكررة عن إيذاء النفس أو الطفل (في الحالات الشديدة).
  • الشعور بعدم القدرة على أداء دور الأم

الفروق بين الكآبة النفاسية واكتئاب ما بعد الولادة:

  • الكآبة النفاسية (baby blues): تقلبات مزاجية خفيفة مثل الحزن أو القلق، تختفي خلال أسبوعين بعد الولادة.
  • اكتئاب ما بعد الولادة: أعراض مستمرة وشديدة تؤثر بشكل واضح على الأداء اليومي وتتطلب تدخلاً علاجيًا.

اكتئاب ما بعد الولادة ليس نتيجة لسبب واحد، بل ينجم عن مجموعة من العوامل البيولوجية، النفسية، والاجتماعية:

  1. عوامل بيولوجية:
  • انخفاض سريع في مستويات الهرمونات (مثل الإستروجين والبروجستيرون) بعد الولادة، مما يؤثر على الحالة المزاجية.
  • تغيرات في وظيفة الغدة الدرقية قد تؤدي إلى الإرهاق وتقلب المزاج.
  • الإرهاق الجسدي الناتج عن الولادة أو قلة النوم.
  1. عوامل نفسية:
  • القلق بشأن القدرة على رعاية الطفل أو التكيف مع الحياة الجديدة كأم.
  • تاريخ شخصي أو عائلي من اضطرابات الاكتئاب أو القلق.
  • انخفاض تقدير الذات أو الشعور بعدم الكفاءة.
  1. عوامل اجتماعية:
  • نقص الدعم من الشريك، العائلة، أو الأصدقاء.
  • العزلة الاجتماعية أو التحديات المتعلقة بتوفير الرعاية الصحية.
  • ضغوط مالية أو مسؤوليات أخرى تزيد من التوتر.

اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة قابلة للعلاج، وتتطلب خطة شاملة تتناسب مع شدة الأعراض واحتياجات الأم:

  1. العلاج النفسي:
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الأم على التعرف على أنماط التفكير السلبية وتغييرها، مما يُعزز من التكيف العاطفي.
  • العلاج بين الأشخاص (IPT): يركز على تحسين العلاقات الاجتماعية وزيادة الدعم من المحيطين.
  1. الدعم الأسري والاجتماعي:
  • التحدث مع الشريك أو الأصدقاء حول المشاعر والتحديات التي تواجهها الأم.
  • الانضمام إلى مجموعات دعم مخصصة للأمهات الجدد لتبادل التجارب والحصول على نصائح عملية.
  1. التعديلات في نمط الحياة:
  • تخصيص وقت للنوم والراحة من خلال طلب المساعدة في رعاية الطفل.
  • ممارسة التمارين الخفيفة، مثل المشي، لتحسين المزاج.
  • تناول وجبات غذائية متوازنة لدعم الصحة الجسدية والنفسية.
  • تخصيص وقت للرعاية الذاتية، مثل قراءة كتاب أو ممارسة التأمل.
  1. التدخل الطبي:
  • استشارة الطبيب لتقييم الحالة وتحديد العلاجات الإضافية.
  • الشابات قد يواجهن تحديات إضافية تزيد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، مثل:

    • نقص الخبرة في التعامل مع الأطفال.
    • التحديات الأكاديمية أو المهنية التي تزيد من الضغوط النفسية.
    • نقص الدعم الاجتماعي من الأسرة أو الأصدقاء.

    أهمية التثقيف المسبق:

    • التوعية حول أعراض اكتئاب ما بعد الولادة وخيارات الدعم المتاحة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة.
    • التخطيط الجيد قبل الولادة يُساعد الأمهات الشابات على الاستعداد للتحديات التي قد يواجهنها.
  • يمكن للعائلة والأصدقاء لعب دور مهم في دعم الأم المصابة باكتئاب ما بعد الولادة من خلال:

    1. التفهم والدعم العاطفي:
      • أظهر تعاطفًا مع مشاعرها واحتياجاتها.
      • تجنب التقليل من مشاعرها أو مقارنتها بغيرها من الأمهات.
    2. تشجيع التحدث:
      • شجعها على التعبير عن مشاعرها دون خوف من الحكم أو الانتقاد.
    3. المساعدة العملية:
      • قدم المساعدة في رعاية الطفل أو إدارة الأعمال المنزلية لتخفيف العبء عنها.
    4. تشجيع الحصول على المساعدة:
      • ساعدها في العثور على مختصين نفسيين أو الانضمام إلى مجموعات دعم.
    5. توفير مساحة للرعاية الذاتية:
      • ساعدها على تخصيص وقت للراحة أو القيام بأنشطة تستمتع بها.

المراجع:

  1. DSM-5: معايير تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة.
  2. National Institute of Mental Health (NIMH): معلومات شاملة عن اكتئاب ما بعد الولادة.
  3. منظمة الصحة العالمية (WHO): تقارير ودراسات عن الصحة النفسية للأمهات.

موارد إضافية للدعم:

عندكم اي اضافة او تعليق او تصحيح على محتوى هذه الصفحة؟